لن أتوقف عن المحاولة
 |
| لن أتوقف عن المحاولة |
كلما ازداد ثقل الحياة وشعرتُ أن ما أحلم به بعيد المنال وصعب الوصول، يزداد اصراري وتشتد عزيمتي، أهمس لنفسي وأخبرها " إن اليأس لا يليق بها"، فكلما كثرت التحديات تضاعفت لذة الوصول، على رغم أن هناك صوت بداخلي لطالما أزعجني، صوتٌ قوي يخبرني أنني ضعيف ولن أنجح في شيء، معارك شتىٰ تحدث في عقلي، صوتها المخيف يهز كياني، فأنا أعيش على قيد حُلم وأود تحقيقه، ولن أستسلم، وسأكافح، رغم ذلك اليأس الذي يمزقني بعنفٍ إلى أشلاء، أكاد ألا أحصيها، فالظروف تقفُ كالحجارة عائقٍ في طريقي، كلما خطوت خطوةً تعثرتُ بها، فدائمًا تُحيطني الصعوبات كالأسلاك الشائكة؛ لكنني لن أكفُ عن المحاولة، لن أسمح للفشل بتطويقي، سأجد سبيلي وسأدوس على تلك الحجارة، سأبني بها سُلمًا نحو النجاح، وأحاول ألا أستسلم لتلك الأصوات والمخاوف، وأتذكر أن كُل الناجحين مروا بصعوبات؛ لكنهم سعوا وعملوا أكثر من غيرهم، فبينما كان الجميع يلعب ويشاهد التلفاز كانوا يستيقظوا ويعملوا لساعاتٍ طويلة، يصابوا بالتعب أحيانًا فتكون أمنية حياتهم الاستسلام، ولكن يوجد بداخلهم شيء يمنحهم خطوة نحو التقدم، شيء يخبرهم بأن العثرات ستتضائل إذا ما سعوا وحاولوا الإستفادة منها، فلن تجد كل ما تريده على طبق من ذهب مالم تتحدىٰ الهزائم التي تحيط بك من كل صوب، رغم ذلك كله لا تغرق في بؤسكَ أكثر مِن هذا، تألم، أبكِ، تعثر، إنطفئ، لكن لا تستسلم أبدًا لتلك المشاعر السلبية مهما كانت، تذكر دائمًا وأبدًا: يجب ألا تكن روحكَ ثمنُ الحرب التي تخوضها، بل حافظ عليها؛ فالجراحُ تصيبُ الروح كما تصيبُ الجسد، يكفي أن تخرج مِن حربكَ منتصرًا ومنتشلًا لروحكَ بين كل تلك الخسارات، وصعوبات الحياة التي تُمزقنا، فوجود الله يقوينا، وإيماننا به يجعلنا نسعىٰ لنَصل للأحلام التي طالما حلمنا بِها رغمًا عن أنف المصاعب، فيجب أن نعتاد على الطرق الصعبة، فالله لا يُضيع عمل عاملٍ منكم، وتذكر دائمًا أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، الله اختار لك تلك العقبات؛ لعلمه بقدراتك التي وهبك إياها، يدرك أنك وُجِدتَ لتحقيق هذا الحلم، وزرع حبه في قلبك؛ لأنك ستصل حتمًا فقط استمر في المحاولة، ولا تدع اليأس يحطم شتات أحلامك، أوقد شمعة أمنياتك، وتذكر أن المستحيل ليست بقاموسك، انهض وامضي قدمـًا، و واصل سيرك، ولا تدع صخور المصاحب تعرقل طريقك، أنت من يستطيع أن يتجاوزها فقط، قم وانثر عبير أيامك في الحياة، وثق بربك ثمَّ بنفسك ولا تقلق أنت من يستطيع فعلها لامحاله.