JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

قصة احتواء قلب

قصة احتواء قلب

_ أنا عايزة أروح الملاهي.

= ذاكري يا مُنى.

_ طب عايزة سندويتشات حواوشي.


قصة احتواء قلب
قصة احتواء قلب


وهو أنتِ من أمتى بتاكلي حاجات من بره؟ ذاكري يا مُنى وأخلصي، عشان هسمعلك كل اللي حفظتيه بعد ما أخلص شغلي.

فتحت الكتاب بسم اللّٰه الرحمن الرحيم أي المادة دي.

_ كان الأدب الأندلسي.. الأدب الأندلسي كان.. الأندلس كان أدب.

= أنتِ بتقولي أي، بصي فـ الكتاب يا مُنى وأنتِ بتذاكري.

= واللّٰه ما عارفة أذاكر يا أحمد.

واللّٰه هعيط بجد، هي المواد دي مش هتتلم يعني ولا أي؟ لو كانت رقاصة كانت تابت!

أنا لو عاشقة جمال أم الكتاب مش هبصله بالشكل دا.

_ أحمد ممكن تشرحلي لوغاريتمات؟

بصلي بصدمة كدا وعيونه حمرت، هو أنا عملت أي يا ربي!

= باللّٰه عليكِ يا شيخة قوليلي أنتِ فـ كلية أي وقسم أي؟

سكت شوية كدا أفكر فزعق فيا:

= أنتِ لسه هتفكري! مُنى فوقي أنتِ فـ كلية آداب قسم لغة عربية، بتذاكري أدب أندلسي هاا.

_ أه صح واللّٰه صح، أنا فـ لغة عربية فعلًا أنت مبتكذبش.

ربنا فتح نفسي وخمس دقايق بالظبط ومخي راح فـ حتة تانية.

يا ترى هنتعشى بأي النهاردة؟

هو ليه السمك مبيغرقش فـ البحر؟

هو البحر الأحمر سموه أحمر عشان لونه أحمر؟

_ ودوني على بيت حبيبي، أنا مش عايزة أتعلم خلاص.

= ما أنتِ فـ بيت حبيبك على فكرة.

_ أي دا! أمال مقلتش ليا مفيش تعليم ليه؟

= هيكون أحسن واللّٰه قومي حضريلي العشا بقا.

_ على فكرة أحنا مجتمع متخلف عقيم ذكوري بيحب يحط ع المرأة ويحرمها من أقل حقوقها وهو التعليم، رجل ديكتاتوري غريب عايز تلغي كياني وشخصيتي لأجل مصالحك المريضة، أنت فين يا قاسم يا آمين تعال شوف بيحرمونا أزاي من التعليم!

كان واقف مبلم وشوية هيشد شعره أو شعري أيهما أقرب.

شدني وقعدني على المكتب وحط الكتاب قدامي وقال بعصبية وبصوت بيحاول يخليه هادي:

= أقعدي هنا هروح أجهز العشا أرجع ألاقيكِ مخلصة الكتاب دا تمام؟ يا هخليكِ تحصلي قاسم آمين، آمين؟

هزيت رأسي كتير. ومسكت الكتاب بجد المرة دي، ما هو أنا لازم أنجح وأكون قد المسئولية دي.

= يخربيتك ماسكة الفون ليه؟

_ بكتب إسكريبت يا أحمد، تخيل أبدأه بأي؟ أي رأيك مثلًا يكون عن الإمتحانات ولا حقوق المرأة؟ أحمد أنت اتشليت ولا أي!

بعد الإمتحان قعدت وسط أصحابي وبعيط ولما شافني بالشكل دا اتخض وقلبه كان هيقف.

= مالك يا مُنى، محلتيش كويس ولا أي؟

_ حليت.

= أومال بتعيطي ليه؟

_ جعانة أوي يا أحمد، والمراقب رفض يخليني أكل فـ اللجنة.

= مُنى هو أنا لو زعقت الناس هتستغرب ولا حاجة؟

_ ليه هو أنت كمان جعان؟

أيام الإمتحانات ببقا مزاجية جدًا، أقل شيء ممكن يبكيني، وديمًا جعانة، أو بهرب من التوتر بالأكل.

وأحمد بيقدر يحتويني في فترة زي دي ويقف جنبي.

أمي كانت رافضة لجوازنا من غير ما أخلص الكلية لأنها أكتر واحدة عارفة حالتي وأزاي بتعصب أيام الإمتحانات وتصرفاتي بتكون غريبة، لكنه قدر يقنعها أنه مفيش مشاكل وهو هيقدر يتعامل معايا فـ مرحلة زي دي.

ومكدبش لأنه ديمًا جنبي وسندي وبيتحمل كل قرفي وكركبتي ومزاجيتي، حرفيًا قابلني فـ كل حالاتي.

_ أكيد دلوقتي بتقول أنا أي اللي عملته فـ نفسي دا، كنت انتظرت السنة دي كمان.

مسك أيدي وباسها وقال بنبرة دافية هزت قلبي:

= بالعكس يا مُنى، أنا بحمد ربنا كل يوم أنك معايا، أني قادر أشيل معاكِ حملك وأني سند ليكِ.

_ عارف يا أحمد أنا قلبي بيتونس بيك واللّٰه.

عدت فترة الإمتحانات بقرفها وتعبها ونكدها.

بس لو كانت فترة الإمتحانات صعبة فـ فترة اللي بعد الإمتحانات أصعب؛ لأني تقريبًا باخدها كلها نوم وتعب.

أحمد دخل لقيني نايمة كعادة كل يوم.

= هو أنا مش لسه مصحيكِ يا بنتي، نمتِ تاني يعني؟

_ لو قومتني للمرة المليون هرجع أنام تاني يا أحمد، سيبني باللّٰه.

قعد جنبي وقال:

= فترة الإمتحانات عدت متنكدة ليه دلوقت؟ قومي يلا نخرج نتفسح شوية.

_ أنت مصمم.

= أيون وبشدة.

_ يبقى طلقني يا أحمد.

= واللّٰه!

_ لما أصحى أبقى رجعني تاني.

النتيجة قربت والتوتر بيزيد والنكد كمان بيزيد ودا بيثبت حاجة واحدة إن الإنسان نكدي بطبعه.

باكل فـ ضوافري وبهز فـ رجلي وماسكة الفون فـ أيدي كل شوية أرن على أحمد.

_ نجحت صح؟

= اللي أنتِ عملتيه أيام الإمتحانات تستاهلي النجاح عليه؟

سؤاله صدمني، هو أنا فعلًا عملت اللي عليا؟

فترة صعبة اللي هو عايز ترجع تاني وتذاكر تاني عشان نتيجتك تكون مُرضية ليك، مفرحة لقلبك.

أنا أيوة كنت بتكاسل وبلعب شوية، بس كنت بحاول ألم المنهج كله.

أحمد جه وكمان معاه تقديراتي، مسكت الورقة مركزة فـ التقديرات بتاعتي، وقلبي بيدق جامد.

بصيت لأحمد لقيته ابتسم وقال:

= عارفة أمتى بنحس ونعترف أننا عملنا إنجاز؟ لما نرضى على اللي قدمناه.. تعبتِ وقدمتِ ما في طاقتك يعني عملتِ اللي عليكِ والتوفيق من اللّٰه، وأحنا علينا نرضى بقضاءه صح؟

_ صح بس أنا...

= مفيش حاجة اسمها بس، أنا فرحان بيكِ وتقديراتك البسيطة دي أكبر إنجاز عندي، أنتِ الوحيدة اللي عارفة أنتِ مريتي بأي، تعبتِ أزاي، مش حد تاني كان مكانك. متلتفتيش لكلام الناس ورأيهم أي، كفاية أن قلبك راضي وأنا راضي عنك، وبعدين هي جيد وحشة يعني، مش كلها تقديرات، وكفاية أنك واخدة قلبي بإمتياز مع مرتبة الشرف.

_ شكرًا يا أحمد لأنك فـ حياتي.

= تيجي نعمل بسبوسة نحتفل بيها.


"ورجل يا أللّٰه يؤنس القلب وتألفه الروح." 


#مُنى_عيد.

قصة احتواء قلب

آية سمير

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة