قصة سامي
قصة سامي
السلام عليكم أيُها القارئ ؛ لا تَخف إنها مُجرد مُذكرات.
قصة سامي |
أنا أمين طالِب ؛ إنتقلُنا عَما قريب من بَلدتِنا الي بَلدة أخُري بجانِب الجامِعة نظراً لبُعد المسافة ولأستطيع المواظبة علي مُحاضراتي ؛ البلدة الجديدة كانت مليئة بِمحدودىٖ الآفق الذين يؤمنون بالأسحار والجن وما إلي ذلِك؛ أخبرونا مِراراً بأن قد قُتل في شقتِنا شخص مُنذ أجل وقرينه يظهر للساكِن الجديد؛ لَم أنتبِه لكلامِهم قط ، كيف أكون طالِب ذو عِلم وأستمع لتِلك الخُرافات .
لي أختٌ صغيرة بعد بِضعة أيام من وصولِنا البلدة أصبح لها صديقٌ خياليٌّ تناديه بِ"سامي"، وكلما أرادت الذهاب إلى مكان ما، نادت عليه حتى يرافقها، تارة أسمعها تُناديه: "هيا بنا يا سامي للمطبخ"، وتارة اُخري: هيا بنا إلي المدرسة" أو "الغرفة" و هكذا .
حتى سمعتها مرة تقول له، "ستبقى هذه الليلة في الغرفة الخاصة بِـ أخي الكبير" لا تخف فهو حنون جدا، و سيحكي لك قصة قبل النوم . ضحكت من كلامها و أعجبتني ظرافتها وقلت لها مازحًا حسنا، سأحكي له قصة طريفة و لن أتوقف حتى أسمعه مُنهمِر بين أحلامُه، إلتفتُ لِمراجعة دروسي وبعد مرور بِضعة دقائِق سمعتُ صوت أنفاس شقيقتي خلفي فاستدرتُ لِأجد شقيقتي الصغرى، تحمل قصة مصورة بين يديها، تعلقتْ بثوبي، و طلبت مني الانحناء حتى تهمس في أذني و قالت بِصوت مُخيف لا يصدُر عن طِفلة: "سامي يحب هذه القصة، و يريدها هذه الليلة لا تخالف رغبته!" كانت عيناها تبرقان و كأنها تتحدث بجدية !
ابتسمت و أجبتها: "حاضر، كما يشاء "سامي"؛ نظفت أسناني، دخلت غرفتي، و أمسكت هاتفي، كان مسلسلي على وشك البدء، لكنني التفت فجأة و وجدت شقيقتي عند باب غرفتي تحدق بي بنظرات حادة ومن ثُم صرختْ قائلة: "سامي غاضب !! متى ستبدأ قراءة القصة ؟ "
قلت لها (وأنا أحاول أن أختبر صبرها): لن أقرأها، فمسلسلي أولى من القصة
و إذا بها تَنطق ببعض الكلمات الذي نزلت علىٰ كالصاعِقة. كان كلاما فاحشا و بذيئا للغاية، حتى البالغون لا يقولونه!أختي لا تعرف تلك الكلمات البذيئة ولا معناها! من علمها ذلك ؟! غضبت منها جدا، و أخبرت أمي، التي عاقبتها و أخذتها لغرفتها و أجبرتها على النوم؛ سمعتها تنادي من غرفتها : "ستندم، استعد جيدا، فسامي يستشيط غضبا"! .
تجدمت في مكاني .. "من سامي هذا يا ترى !؟" .
نام الجميع، حتى أنا كنت متعبا من العمل طول اليوم، فغطست في نوم عميق، و استيقظت فجأة بعد أن وقعت من السرير و وجدت نفسي ممدود على الأرض ! وقفت و نظرت إلى سريري، وجدت أحدهم يلتف في غطائي، و كان حجمه صغيرا جدا كطفل في الثالثة! أصابني الذعر و هرعت لإشعال المصباح، حتى شعرت بشيء يمسك رجلي بقوة، كانت أظافره قوية و طوله لا يتعدى ركبتي ! صرخت صرخة مدوية، أيقظت حينا و الحي المجاور أشعلت أمي المصباح، و هي تلتقط ما تبقى من أنفاسها، و وجدت وجهي ملتهبا من شدة الاحمرار و أوصالي ترتجتف و أسناني تكادُ أن تنكسِر من شدة الرعب !
ثم نادت " دنيا!" استدرت لأجد شقيقتي الصغرى دنيا تمسك رجلي بقوة مطأطئة رأسها !. صرخت " هذه أنتِ !" صفعتها بقوة، كنت أغلي، كيف تجرأت على فعل ذلك بي و أنا أخوها!. هدأت أمي من روعي، ثم أخذت دنيا من يدها إلى غرفتها و هي تؤنبها تأنيبا شديدا. لم أستطع النوم، كنت مرتعبا للغاية، لكن ما يحيرني أن الذي أمسك بي من رجلي كان أقصر من أختي بكثير ! هل كانت أختي حقا هي من أمسكت بي!؟ بينما كنت ملتحفا أتنفس بصعوبة سمعت أصوات ضحك قادمة من سلالم البيت ،ثم سمعت هرولة و قفزا و أصوات أطفال !
صرختُ " دنيا توقفي عن هذا، سأصفعك مرة أخرى!" حتى سمعت طرقا سريعا في غرفتي، كان طرقا كثيرا و كأن مجموعة كبيرة من الأيادي تطرق في نفس الوقت !!! طفح الكيل! أحضرت مقصا كبيرة و حادا من الدُرج، أيّا كان هذا الشيء، سأقضي عليه الليلة ! فتحت الباب و اختبأت و إذا بمجموعة كبيرة من الأطفال تدخل غرفتي على استعجال. لقد ملؤوا الغرفة ! إن ناديت على أمي مجددا، ستصاب بجلطة أمي مريضة بالسكري و لا أريد أن أفقدها، أمسكت المقص و أخذت أطعنهم واحدا تلو الآخر دون رحمة لقد جُنَّ جنوني! أتمنى أن يكون ذلك المدعو سامي معكم ! فعلت ذلك لأنني كنت متأكدا أنه مجرد حلم . أو أنها كائناتٌ من العالم الآخر ؛ أيا كان ذلك، سينتهي كل شيء بعد أن استيقظ، قضيت عليهم جميعا ! كنتُ مغطى بالدماء؛ ذهبت إلى سريري لعليّ أستيقظ من هذا الحلم، غفوت قليلا، ثم استيقظت و وجدت نفسي نظيف كما كنت. علمت أنه مجرد حلم. هممت بالقعود، حتى وجدت أغلالا في يدي و ساقي وشخصا ينادي "لقد استيقظَ، نادي الطبيب"
_ من تقصد ؟؟
_ تلك الفتى التي أحضرناه قبل يومين ،أعني التي ذبح كل أفراد عائلته !.
ها أنا اليوم أكتب قصتي في مذكرتي الجديدة بعد أن مرت بِضع سنوات على دخولي مُستشفي المجانين أصدقائي.
لا أحد يصدقني؛ و الجميع يخافُني؛ بصفتي المضطرب الذي قتل جميع أفراد عائلته وقام بِتحرير ذلِك المدعو سامي.
و لا يزال سامي حرا طليقا يزور أُناساً آخرين ؛ أنظُر في بيتِك جيداً، قَد يكون سامي عندكم لا محالة ! ...
*****************
بقلم أمين وليد
اقرأ أيضًا:
لمعرفة نبذة بسيطة عن الكاتب أمين وليد اضغط هنا