علاج الإدمان - الإدمان
علاج الإدمان - الإدمان |
ولا يكاد يمر يوم دون أن يقع كثير من الشباب فريسة
لهذا الدمار الشامل
ولا اقصد بالشباب أن يكونوا من الذكور فقط بل اتسعت دائرة الإدمان لتشمل الفتيات أيضا .......بل والأطفال
ولا يجب علينا أن نقف مكتوفي الايادى للتعايش مع هذا الخطر القاتل المسمى ....... الادمان
مما يؤكد أننا مضطرون لاتخاذ إجراءات علاجية ووقائية ، وبالتدريج ستتحول هذه الإجراءات إلى جزء من حياتنا اليومية للقضاء على هذا الخطر المدقع
والادمان سادتى يبدأ من التجربة ....... يقوم أحدهم بالايقاع باحد أصدقائه من متززعى الارادة
كما يقع الكثير من شبابنا فيه كتقليد لأظهار الرجوله وأنه ليس أقل من أحد غير مكترثا بتداعيات ما يفعله وتأثير هذا الادمان علي نفسه وأسرته ومجتمعه ......... بل ومن أحد الأسباب التى تدفعهم للإقبال على هذه الخطوة هى الظروف الاجتماعية من بطالة ، فقر ، التفكك الأسرى ، قد تكون صحبة السوء هى ما دفعته لذلك .......... او قد تكون هروب من مشكلة ما كعدم تقدير للعقول او عدم تكافؤ الفرص ..... فعندما يشعر الشاب بأنه لا يستطيع أن يأخذ فرصته فى إثبات ذاته وتحقيق طموحاته أو على الأقل أن يتمتع بفرصة عمل تحقق له آدميته وان يشعر بأن شهادته الحاصل عليها ذهبت هباءا ........كل تلك الأمور هى من محبطات شبابنا ....... وهذا ما يدفع اكثرهم للتعاطى كمحاولة للتخلص من هذه المشاكل ........ اعتقادا خاطئا منهم أن هذا هو ما سيخفف عنهم صعوبة الحياة ومشاكلها ...... فبدلا من أن يجدوا حلولا منطقية عقلية للتخلص من مشاكلهم بالمواجهة يقومون بالبحث عن طريقة للهروب من الواقع بالادمان وتدمير أنفسهم ؛
وكما ان الفقر وصعوبة الحياة المعيشية سبب من اسباب الادمان فأيضا الغنى والمال الزائد عن الحد مع عدم وجود الرقابة الاسرية هو ما يدفع الأبناء للتعاطى
اوتعلمون يا سادة لم يقبل عليه الشباب بشدة ؟!
المخدرات على اختلاف أنواعها تخلق لهم جوا مخالف للواقع فى أذهانهم ........ فهم يكونون مغيبين عن الواقع ويتصرفون بأسلوب غريب واهوج ........ ربما يغنون ويرقصون ....... تشعرهم بالسعادة الغامرة وتفصلهم تماما عن الواقع المرير ، وكذلك أنهم قد يرتكبوا جرائم عديدة من سرقة ، اختطاف ، ضرب واعتداء على أحدهم ،
وقد تصل للقتل فى أحيانا أخرى للحصول على الما للمزيد من الجرعات المخدرة ......... لانهم فى ذلك الوقت يمتلكون قوة جسدية هائلة تمكنه من القيام بأبشع الجرائم ....... كل ذلك وهم اصلا لا يدركون ما يفعلون ، كل هذا لرسوخ فكرة فى أذهانهم الا وهى كراهية المجتمع لهم فتظهر فى تصرفاتهم هذه العدوانية المفرطة .......... عقول مغيبة .
أما الكارثة الكبرى تكون عندما يزول تأثيرها عن عقولهم يبدأون فى الاستفاقة ليجدوا أنفسهم يشعرون بالآم جسدية شديدة جدا ....... بجسد مرتعش وقلب مضطرب بضغط دم ومعدل ضربات قلب مرتفعين ، احمرار العين مع عدم القدرة على الرؤية بوضوح وصداع متواصل ، فقدان الوزن بشدة أو اكتسابه أيضا بشدة ........... كما أنهم لا يكون لهم اى قدرة على التركيز ، والعزوف عن الذهاب للمدرسة أو الجامعة ، عدم القدرة على انجاز اى عمل حتى لو كان بسيطا ........ اهمال المظهر ، كما نلاحظها ايضا فى التغيرات السلوكية لهم بمنعهم أفراد أسرتهم من دخول غرفاتهم ....... التغيرات السيئة للغاية فى طريقة تعاملهم مع أسرهم وأصدقائهم وكل هذا لما لها من تأثير مباشر على الموصلات الكيميائية فى المخ .
يختلف خطر الإدمان وسرعة التحول لمدمن على حسب العقار . تنطوي بعض العقاقير مثل المسكنات الأفيونية على خطر اعلى وتتسبب في الإدمان بسرعة أكبر من غيرها .......... مع مرور الوقت ، قد يحتاج المدمن إلى جرعات أكبر من العقار ليصل إلى نشوته المبالغ فيها ، وسرعان ما يحتاج إلى العقار لمجرد أن يشعر بأنه في حالة جيدة . مع زيادة استخدامه للعقار، قد يجد صعوبة متزايدة في الاستمرار بدون المخدرات .
قد تؤدي محاولات التوقف عن استخدام العقار إلى إحساس قوي بالرغبة فيه وتجعله مهووسا به وهى ما تسمى "أعراض الانسحاب" عادة ما تكون الأعراض الانسحابية للمخدرات حادة وقوية، خاصة في الايام الثلاثة الاولى من التوقف عن استخدام المخدر، وتقل حدتها من اليوم الرابع، وتستمر لفترة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ، يشعر المريض خلال هذه الفترة برغبة شديدة في تناول المخدر مرة أخرى، وهي من الأمور التي تجعل من مدة علاج الادمان في المنزل أمرًا صعبًا واطول، كما تصعب الآلام المصاحبة للإقلاع عن تعاطي المخدرات من اتخاذ خطوة علاج الادمان فى المنزل ، التي تشتد للغاية لـ تسبب الوفاة في النهاية، إذا تمت بعيدًا عن الإشراف الطبي ....... لذا يجب ان تكون فترة العلاج فى المراكز المختصة بعلاج الأعراض الانسحابية .
يجب علينا نحن أن نوجه كل جهودنا إلى مواجهة هذا الخطر المحيط لشبابنا و بأبنائنا
واول طرق العلاج تبدأ بالتوعية ...... التوعية بين الأسر لينتيهوا إلى مثل هذه الأمور فكثيرا من الآباء لا يلقون بالا بأن أحد أبنائهم قد يقعون فى تلك المصيدة ........ مصيدة إدمان المخدرات ، فيجب عليهم أن يكونوا قريبين إلى أبنائهم مدركين لخطورة المراحل العمرية التى يمرون بها ومتفهمين لها وما تتطلبه كل مرحلة مع ترسيخ الوازع الدينى لديهم ليخرجوا نشئا على قدر عال من الدين والوعى وحتى لا يتجه الشباب لمثل هذه التصرفات المشينة .
وتبذل الحكومة قصارى جهدها فى القضاء على هذا الخطر من خلال حملات التوعية المختلفة فى كافة المنشآت الحكومية والخاصة من مدارس وجامعات و ندوات شبابية مع استخدام وسائل الإعلام المختلفة لنشر مخاطر الادمان والأضرار التى تلحق بالشاب وأسرته والمجتمع بأكمله .
لكننا لا ننكر أنه ايضا يجب على الحكومة أن تسعى جاهدة لأن تستغل قوة الأمة المتمثلة فى شبابها لكى يفجر الشباب كل طاقاتهم فى التنمية والإبداع وابتكار كل ما هو جديد وان يشجعهم المجتمع على ذلك وييسر لهم كل السبل داعما لطموحاتهم لا أن يثبطهم ........ الشباب هم وقود الأمة والعمود الفقرى لاى دولة ، فبالإستغلال الامثل لعقولهم واستثمارها نستطيع أن ندفع عجلة التنمية ، ونرفع مستوى المعيشة لكل أفراد الدولة ، وزيادة الدخل القومى وجعل مصر من الدول المتقدمة التى لا تعلوها اى دولة كانت .
ولكن أتعلمون ما الجميل فى الأمر ؟!
أن المتعافين من الادمان بعد خروجهم من هذه الدائرة السوداء يكتشفون مقدار ما حل بهم من مساوئ واضرار لحقت بهم بأنفسهم وأسرهم ....... مما يجعلهم نادمين ومدركين لما أصابهم ، ومصرين على عدم الرجوع لها مرة أخرى كما أنهم يعظون غيرهم ممن حولهم كما أنهم يلجأ لهم البعض لكى يحكوا مأساتهم ليكونوا عبرة لمن يفكر فى الاقدام على هذه الخطوة .
ندى المالكى