مجتمع ثرثار
وأطنانا ليتوصل إلى معلومة واحدة تفيدنا ولم ينجى أيضا، وطالب قد يُخطئ في كتابة اسمه صحيحًا ويتهم عالمًا في علمه ويقول أنه لا يعلم شيء دكتورًا ظل خمسة عشرة عامًا بين أحضان الكتب فُني ربع عمره وهو بين طيات وريقات الكتب وأخراها وفي الأخير يتهم أنه لا يعلم شيئًا ، وإمام صعد المنابر يعظ الناس، وشاب لا يملك سوى لسان قلّ أدبه ويقول عليه ما هو بشيخ إن هو إلا فاسق، والله لا أقلل من شأن أحد ولكن ما وصلنا إليه يتألم قلبي له كثيرًا وصلنا إلى قدر كافٍ من الانحطاط وبذائة اللسان فمتىٰ سنكف حينًا؟
أنواع البشر:
من الطبيعي أن شاب يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا يتسع له المجال في أن يتعامل مع مختلف أصناف وأجناس بني البشر ومن خلال هذا التعامل أدركت أن البشر يختلف طباع ونقاء كل منهما عن الأخر وقسمتهم إلى ثلاثة:
1. أناس أحبوا لك الخير وأعانوك عليه
فكلما مر الزمان وانتهى، انتهى معه أناس وأقوام أتى زمان جديد بأناس وأقوام قلوبهم قاسية عمّا قبلهم، الأمر أشبه بطوبة لبنة كلما مر عليها الزمان تحجّرت وعلى الرغم من ذلك فالخير باقٍ أعلم، أعلم أن هؤلاء فئة قليلة يتمثلون في أبيك، وأمك، وإخوتك وعليك بالنظر جيدًا في قلوب بني البشر واصطفاء منهم من أحبك حبًا خالصًا لله لا شائبة فيه ولا مصلحة منا من سوف يجد ومنا لن يجد على حسب ما رزقنا ولكن اعلم عزيزي القارئ أن الخير دائما باقٍ ومنتصر.
2. أناس انشغلوا عن حالك بحالهم
هذه أيضًا فئة قليلة بل تكاد تكون منعدمة ويا حبذا لو كانت الأكثرية ولكن كيف فكما ذكرت آنفًا في مقال سابق "متى سينتهي خطر الانتحار" أننا مجتمع للثرثرة فلا تلتفت، فانعدمت هذه الفئة، وانعكست الأية تمامًا وأصبح كل منا يضع عينيه في بيت جاره كل منا يضع عينيه على زوجة جاره وماله وعمله، انشغلنا عن طاعة الله بحال غيرنا وتركنا حالنا يبور بورًا.