سعادة مبهمة
وسط شوارع المدينة الهادئة، وفي أعقاب سقوط المطر، وقفت أستشعر نسمات الهواء الباردة تداعب وجهي! فتخلق داخلي شعورًا بسعادة لا أعلم مصدرها، فتركت العنان لدموعي؛
لتختلط مع حبات المطر فيذوب حزني كما يذوب الملح في الماء، لتاخذه الرياح بعيدا كما تأخذ أوراق الشجر المتساقطة في فصل الخريف، فسمحت لقلبي بإطلاق أنين حبس داخله لسنوات؛ ليختلط صوت أنينه بصوت المطر الهاطل في سمفونية فريدة؛ لتدفعني هذه الأجواء للتفكير في سؤال راودني لسنوات، كيف أستطيع تخطي حزنًا ملأ قلبي منذ زمن؟! كيف أستطيع إكمال هذا الطريق إلى نهايته؟! وما الطريقة المناسبة لتفادي الأشواك والعقبات التي تملأه؟! برغم أنني لم أصل هذه المرة أيضا إلي جواب لسؤالي، ولكنني على الأقل أقنعت ذاتي بضرورة إكمال الطريق؛ للوصول إلى بر يطلقون عليه بر الأمان، فربما أجد سعادتي في مكان ما هناك.
رحمه_محمد_الحافي