اسكريبت العلاج بالحنية

اسكريبت العلاج بالحنية

"الحنية مش بس بتشفي ، دي بتنسيك كمان إن كان في ألم قبل كده.''

اسكريبت العلاج بالحنية

في ركن بعيد هادئ تجلس وحيده تضم نفسها ودموعها تتساقط دون ان تشعر تنظر للفراغ كما اعتادت يوميا وحولها الضوضاء والاطفال يلعبون هنا وهناك وهيا لا تهتم لاحد لديها روتين يومي لا تفعل غيره تنهض من نوم متقطع كل ليله وعندما يحين وقت الطعام تذهب حيث مكان تناول الطعام تاكل لقيمات بسيطه تستطيع بها ان تعيش وهيا في الاساس لا تهتم وتعود الي فراشها تجلس جلستها المعتاده ولا تتحدث مع احد واذا حادثها احد يكون الرد بكلمات مقتضبه وهذا حالها منذ خمس سنوات مضت لا يحاول اي طفل من الاطفال الاقتراب منها لانهم يهابونها كانها وحش او ما شابه فصمتها الدائم وشكلها الغير مرتب يوحي للاطفال بهكذا افكار 

 وفي يوم على غير العاده تأتي لها طفله يظهر عليها بعض المرح وتجلس جوارها 

تقول ببسمه واسعه وهيا تمد يدها لتصافحها : اهلا انا ندي وانتِ 

نظرت لها بملامح جامده: ملك 

وعادت كما كانت سارعت ندى : انا عايزه نبقا صحاب

"لا"

وهذا كان رد ملك لها ردت ندى بنفس المرح : لا انتي اول ما هتتعرفي عليا هتحبيني تعالي بس نتكلم 

ردت عليها ملك وهيا لا زالت تنظر للفراغ : لا  

ندى وهيا تحاول التقرب لها: ايه رايك تحكيلي وانا هشوف بعدها ينفع نبقا صحاب ولا لا 

ملك وهيا تنظر للفراغ ايضا وتتحدث بتوهان وكأنها ترا ما يحدث امامها ودموعها تهبط دون اراده منها : حاضر هحكيلك انا اسمي ملك هشام خالد عندي ١٥ سنه وبابا الرائد هشام خالد وكان عندي اخ واب وعيله اه مكنش عندي ماما غير فتره صغيره لانها توفت وانا صغيره لما كان عندي ٥ سنه بس بابا كان بيحاول انه يعوضنا عنها وبابا كان بيراعينا وعندي اخ اسمو عبد الرحمن كان اصغر مني بأربع سنين وحياتنا كانت جميله.

تذكرت ملك ما حدث:

هشام: يلا يا ملك اشربي اللبن وروحي نامي عشان مدرستك

ملك بطفوله: حاضر يا بابا بس هنام في حضنك النهارده 

هشام:موافق يا قلب بابا

فجأه بيقتحم البيت رجال ملثمين وعلى وجوههم اقنعه سودا وكانوا ثلاثه

واحد منهم بسخريه: اهلا اهلا بالرائد هشام مفجأه سعيده صح 

هشام بغضب وصوت عالي: ملك عبد الرحمن على الاوضه بسرعه 

ملك مسكت ايد عبد الرحمن ودخلت غرفتها بسرعه بس عبد الرحمن ترك يدها وبقى في مكانه يبكي وينظر لما يحدث بصدمه 

ملك في غرفتها تنتحب برعب واصوات الرجال ووالدها يصلوا لها وتسمع ما يقولون ولكن الصوت غير واضح وأخيرا تذكرت اخيها وهيا قد كانت نسيته من رعبها اخدت تمشي ببطئ باقدام هلاميه الي باب الغرفه واصوات الذين بالخارج تعلو وتعلو واخيرا وصلت الي الباب وفتحته بحذر في نفس اللحظه التي توقف بها صوت ابيها وصوت ضحكات الرجال يصدح في المكان وقبل ان تستوعب ما حدث رأت الرجل يقترب من عبد الرحمن وينظر له نظره مميته وبيده سكين حاد ورأت ملك ابشع منظر يمكن ان يراه انسان فماذا اذا كانت طفله في العاشره من عمرها ومن ذُبح كان اخاها وايضا والدها قُتل 

ازداد صوت بكاء ملك وقد كانت انهارت بعد ان كانت تحاول كبت انهيارها حضنتها ندى وهيا تبكي حال ملك محاوله في تهدئتها 

ندى بحنان كا حنان الام الذي افتقدته ملك منذ سنوات طويله: خلاص يا ملك بطلي عياط هما في مكان احسن واهو جيتِ الملجأ وانا وانتِ نبقا احسن صحاب ان شاء الله اهدي انتي بس وانا معاكي يا قلبي 

ملك بأنهيار وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظه لكي تخرج كل ما بداخلها : وحشوني اوي اوي يا ندي بابا وعبد الرحمن مش قادره اتخطى موتهم ولا قادره انسى اللي شوفتو في اليوم ده حتى ماما سابتني قبلهم سابتني انا وعبد الرحمن

ندي احتضنت وجه ملك بين كفيها و اخدت تنظر لعينها بقوه لتضخ في قلبها الأمان : يا قلبي ده غصب عنها سابتكم واكيد ربنا هيعوضك وانا معاكي وهفضل جنبك ومش هسيبك وهم في مكان احسن ان شاء الله ادعيلهم بالرحمه يا قلبي اهدي

احتضنتها كلها: خلاص هششش اهدي  

بعد عدة دقائق مازالك ملك في أحضان ندى وندى تبثها بكلمات المواساه والطمأنينه وقد هدئت قليلًا بالفعل

ملك: اكملك ولا كفايه 

ندى: لسه حكايتك مخلصتش

ملك بسخريه ودموعها تهبط: لا لسه هكملك 

*ك/اسماء يسري♡* 

كانت ملك في حاله صدمه لا تستوعب ما حدث حتى الأن عبد الرحمن شقيقها واقرب الناس الي قلبها قد ذُبح وامام اعينها ووالدها ملقى على الارض يسبح في دمِه وهيا في صدمتها وهيا خلف الباب لا احد يراها سمعت

احد الرجال: كفايه كده انتقمنا منه بزياده اوي على اللي عمله في ابونا 

رجل اخر ( شوقي) : بس لسه في بنته جوه نقتلها ولا نسيبها يا عادل

عادل( الرجل الأول ): عندي فكره تعالوا ورايا 

اخذ يقترب عادل من الغرفه وملك في صدمتها لا تتحرك ولا تنطق بكلمه ودخل عادي واخدها معه وخرجو من المنزل بدم بارد وكأنهم لم يقوموا بقتل رجل كل ذنبه انه كان يؤدي عملهُ وطفل برئ لا ذنب له وها هم في طريقهم لعذاب طفله 

*"امام الملجأ"*

يتحدث عادل واخواته على مسامع ملك 

سامح اخو عادل: طب فهمني انت جايبها ملجأ ليه ما تقتلها وتخلص او تسيبها في بيت اي واحد فينا واهي تخدمه 

عادل: مش هينفع تروح بيت حد فينا لاني لو حد عرف هتثبت التهمه علينا

شوقي (الاخ الثالث لسامح وعادل): طب ما تقتلها زي ابوها واخوها 

عادل ببسمه شريره ومقززه: ولو قتلتها هتستفاد ايه يا بغل انا قولت نعمل خير ونسيبها في ملجأ واهو ناخد ثواب وربنا يسامحنا على قتل هشام وابنه 

سامح: حرام عليكم اللي بتعملوه هشام ميستاهلش كل ده ابونا اللي غلطان مش هشام ابونا اللي تاجر في المخدرات وابونا اللي اشتغل في التهريب هشام ملهوش زنب في كل ده 

عادل بغل: ابويا يعمل اللي يعجبه ومحدش يقف في وشه وبعدين هشام اللي غلطان وكان بيلعب في عداد موته ولا نسيت اني ابونا حاول يدفعله فلوس ويسكت وهو مرضيش وفضل يدور وراه لحد ما وقعه وانت متتكلمش تاني وإلا هتحصله فاهم 

سامح بخوف: خلاص خلاص فاهم 

شوقي بسرعه: بطلوا رغي ويلا من هنا قبل ما حد يشوفنا 

عادل ساب ملك قدام الملجأ وهرب هو واخوته دون ذره ندم 

دفنت ملك وجهها بين يديها واخذت تبكي حالها وما حدث لها وهيا تنتحب كل هذا وندى تنظر لها بأسى على ما عشته وهيا قد ظنت ان حياتها اصعب حياه وقصتها اكثر القصص تعاسه ولكن في الواقع ان قصه ملك اكثر القصص تعاسه وفاقت ندى من افكارها واحتضنت ملك تواسيها على ما حدث لها وظلت ملك في أحضان ندى وندى تطمئنها الي ان سقطا في النوم من كثره البكاء

في اليوم التالي ملك كعادتها وحيده لا تتحدث مع احد جاءت ندى الي ملك 

ندى بمرح لتخرجها من حالتها: ما تيجي نلعب يا ملك البنات هنا لطاف اوي وهتحبيهم 

ملك: لا مش عايزه اختلط بحد مش عايزه اتكلم روحي انت اتسلي معاهم 

ندى: خلاص انا هفضل معاكي ونتكلم 

جلست ندى بجانب ملك على سريرها وقالت: ها قوليلي بقا نتكلم في ايه 

ملك باهتمام: قوليلي انتي حكايتك ايه حصل معاكي ايه 

ندى ببسمه حزينه بعض الشئ: من غير ما ادخل في تفاصيل كتير انا كان عندي ٨ سنين روحت مع ماما مول كبير وهناك توهت منها فضلت اعيط وفي ناس لقيوني دوروا على اهلي بس مش عرفوا يوصلو لحاجه وهم كانو ناس على قدهم فجابوني الملجأ وكل فتره بيجوا هنا يسلموا عليا بس يا ستي دي حكايتي 

ملك: ان شاء الله لما تكبري هتلاقي اهلك

ندى ببسمه حزينه ودموعها تهبط بصمت: تعرفي انا فاكره حاجات كتير من شكل ماما بس مش فاكره بابا بس هما الاتنين بيوحشوني اوي اوي ان شاء الله لما هكبر هدور عليهم وهلاقيهم واكيد عندي اخوات وهلعب معاهم وهنعيش كلنا في بيت واحد 

وفجأه فاقت ندى من افكارها وقالت بمرح ظاهري لكي تنسى كل هذه الافكار: عندي لعب كتير حلوة تيجي تشوفيها معايا 

وقبل ان تعترض ملك كانت ندى قد امسكت بيدها وسحبتها خلفها الي مكان الالعاب واندمجت ملك مع ندى سريعا ولاول مره من زمن بعيد تضحك ملك هكذا 

بعد عده سنوات وقد تحدثتا سويا عن جميع ذكراياتهما وأُجْبرت ملك على مصادقت باقي فتيات الملجأ وان تركز بدراستها وتجتهد واصبحت ملك الابتسامه لا تفارق وجهها والحيويه تنبض بين ملامحها الهادئه وبالتأكيد كل هذا بفضل ندى التي كانت ام واخت لها

 وقررت ملك ان تكمل حياتها في هذا الملجأ فقد احبته واحبت براءه الاطفال فيه وقررت ان تنسى ما حدث قديمًا ولكن لا يمنع هذا انها تفكر بوالدها ووالدتها وعبد الرحمن وتحزن لأجلهم في الليل وتعود في الصباح بنشاط وحيويه وتكمل يومها بكل سلام

اما ندى فقد احبت محمد بعد ان قابلته في احد الاماكن وتزوجت ممن احبت وعوضها زوجها عما مرت به فقد كان يحبها ويفعل اي شئ لأسعادها ولم تنسى صديقتها بل اختها وانجبت رائف ورهف توأم وكانت ملك تزورها من يوم لأخر واطفالها يحبون ملك فكانت بمثابه الام الثانيه لهم 

*ك/اسماء يسري♡*

الآن ملك في الخامسه والعشرون من عمرها تجلس في مكتبها في الملجأ بعدما اغلقت المكالمه مع ندى اصبحت وحيده مجددًا ولكن ندى وتوأمها في حياتها وهذا يكفيها وهي تفكر في هذه الأفكار ارتفع رنين هاتفها وكانت ندى

ملك بمرح: الوو لحقتي تتوحشيني ولا ايه 

ندى بسرعه: ملك ملك خبر حلو اوي 

ملك: في ايه فرحيني يا بت 

ندى اخذت نفس عميق وقالت بهدوء وحذر: انتي قولتيلي اني اللي قتل باباكي كان اسمه عادل طه الدمنهوري واخواته شوقي طه الدمنهوري وسامح طه الدمنهوري 

ملك بحزم: ندى قولتلك متفتحيش الموضوع ده تاني وابويا ربنا هياخد حقه منهم 

ندى بسرعه: افهمي ما ده اللي انا بتكلم فيه اسمعيني بس 

ملك بعدم اهتمام: قوليلي يا اخره صبري

ندى: انا قولت لمحمد يدور على التلاته دول ويجيب قرارهم ونشوف بعدها هنعمل فيهم ايه بس محمد عرف انهم كملوا مسيره ابوهم وتاجروا في للمخدرات والتهريب بس هم مكنوش في ذكاء ابوهم اللي باباكي قدر يوقعه وده خلاهم يتقفشوا اسرع وتم اعدامهم من بعد قتلهم لباباكي ب ست سنين يعني دلوقتي تلاقيهم بيرقصوا في نار جهنم مش ده خبر يفرحك ولا انتي كنتي عايزه اللي قتل باباكي يتهنوا بحياتهم

ملك بهدوء لكن بفرحه داخلها والدموع ترقرقت بعينيها: ربنا يرحم بابا ويسكنه فسيح جناته ويرحم عادل واخواته 

ندى بغيظ: يرحمهم ايه يا ملك قولي ربنا يولع فيهم ينتقم منه لكن دول متدعيش ليهم دول تدعي عليهم 

ملك بضحك وهيا تمسح دموعها: خلاص خلاص اهدا يا باشا ربنا ينتقم منهم ولا تزعل نفسك 

ندى بسعاده لسعاده صديقتها: تمام كده واه صح رهف ورائف بيقلولك تعالي نخرج نتفسح وكمان نحتفل بالخبر ده 

ملك: عشان خاطر عيونهم هاجي سلميلي عليهم 

ندى: اشطا هقفل انا ونجهز 

ملك بسرعه: صح يا ندى بطلتِ تدورِ على اهلك ليه؟؟ 

ندى: انا الحمد لله محمد عوضني عن كل حاجه وكان ابويا واخويا ربنا يديمه ليا وانتِ مش عايزه تتجوزِ بس ربنا عوضك بيا وبرهف ورائف هيصي بقا 

ملك بسعاده: ربنا يديمكم ليا يا قلبي سلام بقا 

ندى: سلام

ك/ أسماء يسري

تمت