الإنتحار - مفهوم الانتحار
ما هو الإنتحار
-منذ أمدٍ بعيد ونحن نعاني من خطر يسمى الانتحار كل يوم نفزع لسماع خبرٍ بأن فلان قتل نفسه بل يكاد يكون كل ساعة حالة تلو الأخرى أصبحنا في كارثة تفجع لها القلوب، فمتىٰ سينتهي خطر الانتحار متىٰ سنخرج من هذه البؤرة التي لا طالما هي الحية التي ابتلعت كثيرًا من شبابنا، وبناتنا، وأطفالنا؛ بسب أناس لم يعرفوا للرحمة والإنسانية طريق، يدسون السم بكلامهم الملعون وأفعالهم الدنيئة، إلىٰ أين سينتهي بنا المطاف، إلىٰ الكف أم إلىٰ الزيادة، إلىٰ متى سنظل نغضب الله عز وجل بأفعالنا الشنيعة متى سنعود إلىٰ سابق عهدنا نُحسن القول نتلفظ بألفاظ حسنة سهلة عذبة تداوي جرح القلوب، نطيّب الخواطر، تغزو الابتسامة للوجوه، يعمّ الحب الجميع هل هذا حُلُم صعب المنال أم أن تحقيقه سهلًا ويحتاج إلىٰ بشر وصفوٍ بالإنسانية هل سيأتي يوم إفاقتنا قريبًا أم سيظل المجتمع البشري يعاني وحشية القلوب وتحجّرها، هل سيأتي وقت الرجوع إلىٰ الله والتوبة، كل هذه تساؤلات قد عانى مجتمعنا؛ للإجابة عنها.
-ولنعلم ما هو السبب الرئيسي والدافع الأساسي لرغبة بعض البشر في الاقبال علىٰ فقدان الحياة هل يرجع السبب في ذلك إلىٰ:
-الاكتئاب :
ذاك هو الخطر الحقيقي والوحش الذي بالفعل يكاد يكون هو أكثر الأسباب التي أدت إلى الانتحار لا شك وأنه اجتاح كثير من المنتحرين صغار وكبار شباب وبنات الكل وقع ضحية هذا الغزو العنيف وعلىٰ الرغم من ذلك فهو ليس مبرر ولا سبب يدّعي فقدان الحياة أعلم أنه أمر ليس بهين فيه من الصعوبة ما يشق على المبتلى تحملها ولكن علينا أن نساعد المكتئب ونأخذ بيده إلى بر الأمان والاطمئنان حيث الصحة النفسية وسلامة العقل من الاضطرابات، والقلب من الأحزان، المعالجة تحت يد الأطباء المتخصصين، استدلالهم على الطريق إلى الله وفعل الطاعات.
- الأهل والأقارب والأصدقاء:
أعلم بأن هناك بعض الأشخاص بسبب معاملتهم لأبنائهم أود لو يُعدَمون، صراحة أبدًا ما كانوا آباء ولكن والله البعض من آبائنا بل يكاد يكون أكثرهم ما عاقب وما ضرب وما أهان إلا لمصلحتنا فوالله ما فعلو ذلك إلا إبتغاء نجاحنا أرادوا لنا الصلاح أحبوا أن يرونا نعتلي القمم، والله ما أهنت من قبل أبيك إلا لغرض سامي، وأنت يا من نُزعت من الإنسانية لماذا تبخل على زوجتك بابتسامة وقول لين يهدأ من روعها أخُلق قلبك من حجر؟
ندائي ورجائي إلى آباء اليوم أبناء اليوم إنما هم خُلقوا هكذا يا من تعاملهم بقسوةٍ، وحرارةٍ، ووحشيةٍ؛ لأجل أن يحققوا ماتريد هذا خطأ هي حياتهم ما عليك سوىٰ مساعدتهم فيما أرادوا الوصول إليه وعليهم تحمل عواقب الأمور وأنت يا ذو القلب المتسخ، واللسان المسمم يا صاحب القول القذر، يا من تنعت هذا بالسمين وهذا بقبيح الوجه وذاك بالفشل أعوج اللسان مخلوع العين مبتور اليد والقدم إنما هم خُلقوا هكذا هذا خلق الله، أيا من تمتلك عقل دنيئ أتعيب المخلوق أم تعيب الخالق كل هذه الأقوال قد تفضي بهم إلى الانتحار ألا تعلم ما تقول وما عاقبته؟
-مفارقة الأحباء بموتهم:
قد يقبل الشخص على الانتحار؛ بسبب حزنه على مفارقة أحباؤه، قيل: أن هذا الحزن يسمىٰ (المبالغة في الحزن وتعقيده) وبسببه قد يقبل الشخص علىٰ الانتحار، والله إنه لقضاء الله وقدره، موته هذا هو انتهاء لأجله وابتلاء لك وقدر الله فلا تجزع ما عليك سوىٰ الصبر؛ لتنال الجزاء كلٌ مفارق الحياة فلا تتعجل.
الفشل الدراسي والعاطفي والفشل في العمل:
من الأشياء التي قد تجعل الأشخاص يقبلون على الانتحار الفشل في العمل، الدراسة، الحب، كل هذه خيبات ونكسات وحسرات وما علينا إلا أن نترحّم، إن الله إذا أراد لك الخير فيما تدرسه لجعلك تنجح فيه فشلت لأن الخير في مكانٍ آخر لا تيأس عليك بالمحاولة ملايين المرات أو يزيد، عدم قبولك في عمل ما لو تمعنت النظر جيدًا لوجدت أنه خير لك، الله يريد لك الخير، يريد أن يخبرك بأن النجاح ينتظرك في مكان آخر في عمل آخر في شركة أخرى، الفشل الحقيقي هو لاستمرارك في العمل الذي تمارس الفشل فيه، الآن بدل من أن تنتحر أبحث عن عملٍ آخر يليق بك تجدّ نفسك فيه، عندما يترك الحبيبان بعضهما هنا العلاقة لم تفشل ولم يفشلا، بل نجح كل منهما في نزع غبار الألم والخلافات عن قلبيهما أنت لم تفشل أنت تحقق أول خطوة في الوصول إلى الحب الناجح الصحيح.
-ضعف الإيمان والابتعاد عن منهج الله ومنهج رسوله:
الله، لو عبدناه حق عبادته، لو تذوقنا حلاوة الإيمان، لو التزمنا الاستغفار؛ لغمرت السعادة قلوبنا؛ لتسهلت لنا الصعاب؛ لنزعت الفكرة من عقولنا تلقائيًا؛ لرزقنا حبه؛ لرزقنا من واسع فضله؛ لنفرج الهم والكرب، تذوق لذة القرب ستنفر من الانتحار ستقبل علىٰ الحياة بصدرٍ رحب، تقرب إلىٰ الله تنعم وعيش بجواره تغنم واعمل لطلعته تفوز بالدارين ستحلو لك الحياة وأنت في جواره ولن تقبل على مفارقتها إبتغاء مرضاته.
ماحكم المنتحر في الإسلام؟
- _ أدلة تحريم الانتحار:
1-قال تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا"، ومن السنة قال النبي صلى الله عليه وسلم:" الذي يخنق نفسه يخنقها في النار والذي يطعن نفسه يطعنها في النار والذي يقتحم يقتحم في النار".
2- المنتحر عاص لربه وليس كافر ويجوز الترحم عليه والاستغفار له، كما لا يجب الجزم بدخول المنتحر النار بل هو تحت المشيئة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له وأدخله الجنة؛ لقول الله تعالى : "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء".
3- كما أنه لو دخل النار فلا يجزم بخلوده فيها؛ لحديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:"يخرج من الجنة من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ذرة من خير".
- وفي ختامي هذا إني لا أبرر الانتحار هو عمل منفر ومخذي للغاية لا يصدر إلا من عديمي القوة الشخصية، ضعيفي الإيمان، يصدر من أناس لا يجيدون التحدي لا يمتلكون عزيمة تدفعهم للأمام فضلو فناء أنفسهم على أن يتحدوا الظروف والصعاب، لما الميتة السيئة جعلتهم بدلاً من أن يترحموا عليك يتسألون فيما بينهم عن سبب موتك ولما أقبلت علىٰ مثل هذا الفعل الغليظ المنفر تركتهم للقيل والقال، تريد الرحيل دون أن تحقق شيء يخلد لك يذكر الجميع بك بعد موتك فضلت فناء ذكراك واسمك من بعدك وتذهب حياتك سُدىٰ، أين انجازك الذي لا طالما حلمت بتحقيقه؟ عجزت فجأة أهربت منك عزيمتك، دع القول السيئ والأفكار السلبية، اعقلها ودبّر للمواقف عليك باجتياز الصعاب إياك أن تسقط، قاوم وانهض ياعزيزي، حقق نجاحك حقق ما تمنيت لا تلتفت لا ترحم كل شامت، خلقن للثرثرة لن يدعوك وشأنك حتى تكسرهم حتىٰ يرونك ناجحًا تحلق بنجاحك في السماء قم وحقق النصر حتىٰ يرونك تحلق بعلوٍ في العنان، لا تتعجل حتمًا ستفارقها ففارقها بشكل لطيف وجيد ودع لك بصمة يتحدث عنها الجميع بعد موتك، ويا حبذا لو كان عمل خير ينتفع الناس به يكون في ميزان حسناتك يشهد لك يوم العرض أنك فعلته ابتغاء مرضاته، رزقنا الله وإياكم العمل الصالح والميتة الحسنة الهنية.
محمد_مختار_درازاقرأ أيضًا: