-->
Images Design tool

الكاتبة والفلوجر آية سمير محمد

مجتمع ثرثار

مجتمع ثرثار
مجتمع ثرثار


في مختلف الأزمنة وعلى مرّ العصور وبني البشر لم يسلموا من بعضهم البعض، أُصيبوا بداء يسمى داء الثرثرة، خلقه الله عز وجل بداخلهم ووضعه في ألسنتهم يتلفظ بها بعد أن ينبع من قلوبهم الدنيئة، الحقد والكراهية، والبغضاء لبعضهم، وبالتالي توجد دوافع رئيسية تسببت في انتشار داء الثرثرة وهي: حب النفس ونازع الأنانية، اللذان يؤديان إلىٰ الحقد والكراهية، والبغضاء، من شخص تجاه شخص آخر هكذا هم بني البشر فهل من ناجٍ؟


-أولاً:

 هل من ناج من داء الثرثرة؟

 دائمًا ما يُثار بداخلي تساؤلات كثيرة هل من الممكن أن ينجو أحد من الثرثرة، هل يسلم أحد منها؟ كلا لقد كنت أنا وعقلي في حيرة من هذا الأمر إلى أن رسىٰ بنا إلى أنه لم ولن ينجو أحد من هذا الداء الذي كثيرًا ما غزى قلوب ولو نجىٰ منها أحد لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول الناجين فلقد أُتّهم بادعّاءاتٍ كاذبة وباطلة قيل عنه أنه شاعر، وساحر، وكذاب....إلخ لم يسلم خير خلق الله من كل هذه الاتهامات لم ينجو من الثرثرة وهو من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولماذا نذهب بعيدًا فلم يسلم منها خالق الأرض والسماوات وهو رب العالمين، والدليل على ذلك، عندما قال سيدنا موسى لربه ياربي كف عني ألسنة بني إسرائيل فقد أذوني، قال الله تعالىٰ: يا موسىٰ ما اتخذته لي وأنا رب العالمين فكيف أتخذه لك، فلقد قالو اتخذ الله ولدًا، الله سبحانه وتعالى خلق الناس وكساهم ورزقهم إلا أنهم ماذا قالوا، الله فقير ونحن أغنياء، والسيدة مريم رضي الله عنها كانت ستواجه مشكلة عظيمة مع بني إسرائيل ومع هذا قال الله تعالى: "كلي واشربي وقرّي عينا". وفي زماننا هذا لم ينجىٰ الطبيب ولا المهندس ولا العالم كل هؤلاء كثيرًا ما عبروا بنا من بحور الجهل والفقر والمرض والضلال إلى برّ النجاة والأمان والسلامة والطمأنينة، أتعجب كيف لعالم ذاق من العناء كؤوسًا، ومن المشقة بحورًا

التالي