-->
Images Design tool

الكاتبة والفلوجر آية سمير محمد

قصة التمس الأعذار

محتويات المقال

قصة التمس الأعذار


قصة التمس الأعذار
قصة التمس الأعذار

هربت دموعي على وجنتي لم أستطع منعها هذة المرة، جالسة في أحد أركان غرفتي اللعينة، نعم اللعينة أكره هذه الغرفة وهذا البيت والآن أصبحت أكره نفسي، ماذا فعلت!  

كيف أفعل هذا ...قطع شرودي صوت أمي وهي تصيح بإسمي  

_ ملاك ...ملاك  

بعد محاولات عديدة لكي أقدر على أخفاء نبرة بكائي تجاوبت لها "نعم يا أمي" 

_ماذا بكِ لماذا أنتِ تبدين حزينة هكذا

_لا يوجد شيء فقط أريد أن أتمشى قليلا

_إذا إذهبي ولا تتأخري

_شكراً جزيلاً يا أمي

إتجهت إلى غرفتي كي أرتدي ملابسي التي كانت عبارة عن فستان من اللون "البيستاج" كما يقولون عنه، والطرحة من اللون الرمادى، هبطت من المنزل لم أكن أعرف إلى أين أذهب فقط أسير وأسير أفكر فيما فعلت

فلاش باك

ملاك" محمد متى تأتى لخطبتى"

_ماذا! هل تدركى ما تقولين 

_هل قلت كلام خاطئ 

_نعم كيف أتي لخطبتك لا أفهمك 

_ماذا تقول يا محمد ألم تتحدث معي لخطبتي

ضحك محمد: هل صدقتى ذلك فعلاً

كنت في ضدمة عامرة مما أسمعه فسألته بنبرة متعجبة: هل يعنى ذلك أنك تلهو بي؟

قد يهمك
فجاوبني ببرود: بالطبع هل أتقدم لخطبة فتاة خانت ثقه أهلها بها 

عند هذه اللحظة عدت بذاكرتي للواقع 

  كنت فى عالم آخر، عالم لا أحد يشعر به غيري حتى أدركت أني وصلت إلى مكاني المفضل ألا وهو ( الهضبة )، ذهبت إلى أعلى الهضبة حيث لا أحد يسمعني لا أحد يراني وذلك الذي أحتاجه الآن، بدأت في الصراخ بأعلى صوتي وأنا لا أشعر بشيء غير صوت صديقتي لينا وهي تقول لي( هذا ليس مبرر كيفما كانت ظروفك ليس مبرر لكى تتحدثي إلى رجل ) 

في تلك اللحظة عادت بي ذاكرتي للماضي 

عندما قالت لي لينا بصدمة واضحة علي تعابير وجهها: أنتِ يا ملاك كيف يحدث هذا دون أن تخبريني

_لا أعرف كيف فعلت هذا ... لم أكن أتخيل أني سوف أتحدث إلى ولد في حياتي، قال لي كلام لم أكن أتوقع أنه يلهو بي، قال لى: "إنه سوف يتقدم لخطبتي وإنه سوف يسألني بضعه أسئلة لكي لا يأتي بلا فائدة" قولت لنفسي دعيه يسأل ما يشاء فهي بضعه أسئلة لا أكثر، السؤال أصبح يأتى بسؤال أخر، الحديث أصبح يأتى بحديث آخر، حتى تعودت على وجوده في حياتي، نسيت نفسي ،المصيبة أني لم أكن أرى نفسي أفعل الخطأ حتى الأمس، عندما قلت له: " متى ستأتي لخطبتي"، فكان رده كالصاعقة، قال لي: "لماذا أتقدم لخطبة فتاه تتحدث معي ليل نهار، خانت ثقة أهلها فكيف لي أن اتأكد أنها لن تخونني؟!"، فقط هنا علمت مدى المصيبة التى فعلتها.

 _ كيف تسمحي له بالحديث معك، كيف تسمحي للشيطان بأن يُقع بكِ.

 _ كان أول شخص يهتم بي، تلك المرة الأولى التى أشعر بها أن أحد يهتم بتفاصيلي، أول مرة أشعر أن في حياتي رجل، كنت دائمًا أشعر أني يتيمه أب في حياته دائماً يضع نفسه مكان البنك ، كان يصرف ولا يبالي بأي شيء آخر حتى ابنته.

_هذا ليس مبرر كيفما كانت الظروف، ليس مبرر لكي تتحدثي إلى رجل. 

 _للأسف أنا أعرف كل ذلك

عدت إلى وعي في وسط صرخاتي وأخذت أهتف بصوت عالي: "يارب سامحني ليس لي غيرك سامحني واسترني يارب" 

اتجهت نحو حافت الهضبة، جلست وأخرجت قدمي خارج الحافة استمريت في الجلوس حتى هدأت،ثم عدت إلى المنزل 

_جئتِ يا ملاك 

_ لا لم أتي يا أمي

_إذًا تعالي هنا يا مشاغبة أريدك في شيء

_ خير

_ أنا أعرف أنك منزعجة من أبيكِ، وأنكِ تحتاجيه، و تقريباً كل يوم نتكلم فى ذات الشيء، لكن اليوم سأقول لكى شئ مختلف.

_ماذا يوجد؟ 

 _ أبيكِ مريض قلب، ولكن هو لا يريدكِ أن تعلمي 

_ماذا تقولى، كيف هذا؟ 

_استمعي لي لأخر حديثي هو قال لي أن لا أقول لكِ، لكن أنا لا أتحمل رؤيتك هكذا لذلك يجب أن تعلمي الحقيقة، والدكِ جاءه القلب وأجرى عمليات كثيرة ويضع جهاز على صدره لكى يستطيع التنفس، كان يجب ألا يعمل ولكن أرادك أن تتعلمي أفضل تعليم أن يطعمك أفضل طعام يجب أن تعلمي أن اباكِ لم ينساكِ يومًا. 

نزل الكلام عليَّ كالصاعقة لم أستطع الحديث 

ذهبت إلى غرفتى لا أعلم ماذا أفعل كيف أنظر إلى وجهه ثانيةً، كيف أقول له أبى، ذهبت لأتحدث إلى صديقتى لينا فهى ملجأي بعد الله هاتفتها 

_السلام عليكم 

-وعليكم السلام... ماذا بكِ! لما صوتك هكذا!

_أبي يا لينا أبي

-ماذا حدث تحدثي قولي لي

_أبي مريض قلب يا لينا، لا يتحدث معي لكي لا أشعر بمرضه، أصبحت أكره نفسي أكثر الآن بدأتُ فى الانهيار تدريجياً. كيف أنظر إلي وجه مجدداً يا لينا،ماذا أفعل أرشديني؟

- أهدئ أرجوكي

  بدأت فى تلاوة سورة الرحمن حتى أهدء فهى تعلم أنى لا أستمع إلا لهذة الصورة عندما أحزن ظلت تُرتل حتى استسلمت للنوم

أستيقظت لصلاة الفجر ولكن عزمت أن أعتذر إلى أبى ، ذهبت لكى أُقظ أبى 

_أبي أستيقظ فصلاة الفجر قد حانت 

_حاضر يصغيرتي إذهبى، فأنا أستيقظت

_أُريدك أن تكون إمامي اليوم 

_ إذا فلتتجهزي وأنا قادم 

صلينا الفجر سوياً كانت لأول مرة أشعر بوجود أبي

قبلت يديه وهربت دموعي كالعادة وقلت أنا آسفة حقاً.

  ولكن ماذا يفيد الآعتذار الآن

 اعلمي يا صديقتي أن لا محبة مثل محبة الأهل، وأن لا أحد سيحبك مثل أهلك؛ فالتمسي لهم ألف عذر وعذر وحافظي على قلبك وتعففي لنفسك.

الكاتبه مريم محمود رمضان